ممرضون ولكـن...؟

ممرضون ولكـن...؟

حينما تعتري أصول الكلام ويكون الأصل في تقارير التمني والأماني ما هو نتاج أو في المعنى الأصح ما هو ناتج عن عصارة نار حارقـة، والنية هنا جازمة أقصد فيها قانون المباراة وتبعاتها، أرادت لها فلسفة الزمان ونظرة الشيخ الحكيم أن تتنحى عن أجيال قد يسهل معها النقاش ويسهل معها بالموازاة تثبيت المراد، لترمي في الأخير نيرانها على جيل "ممرضون مع وقف التنفيذ"، جيل أبصر من الوطواط وأحر من الجمر، حينها قد أقول مع كامل يقيني أن الحكمة في المرسوم كانت يا ما أحلى من العسل وأرق من النسيم، فحكمة الرجال تنفع ولا تضـر مطلقا..، لم تكن تصاميمهم ولا عبقريتهم لتجد الترحاب والقبول في ظل إرادة شجاعة ومقصد واحد وأوحد، لم يكن لمرسومهم أن يطبق إلا بعد أن يكون مرفوقا بشهادة ميلاد أفكار وطموحات جديدة مع جيل في الكلام والوصف لا أغازل وفي الإعجاب أنــاصر...،
وفي ظل التسيب الذي تعيشه المنظومة الصحية ككل، وفي ظل كل الإختلالات والنقائص التي يعاني منها المحيط الصحي الذي ينقصه الكثير والكثير حتى يتسنى لنا رؤية واقع ومشهد صحي بألف خير، وفي ظل الظروف التي يعيشها الواقع التمريضي في بلادنا العزيزة والتي تعتبر الأصعب والأعقد، لما تعرفه من وقائع ومشاهد تمس وتخدش مشاعر الممرض المغربي وكرامته، وفي ظل تجاهل دور التمريض والذي اقتصر فقط على المدح والإشادة بدوره على المنابر العامة، ووسائل الإعلام والاحتفالات الرسمية، لم نجد له صدى على ارض الواقع من خلال تهميش دور التمريض في هيكلية وزارة الصحة، ومن خلال إصرار هذه الوزارة على عدم تسريع قضية القانون المنظم لمهنة التمريض، الشيء الذي خلف أثرا سلبيا على مستوى تقديم الخدمات الصحية، ناهيك عن الارتقاء والتقدم بها..، في ظل كل هذه الإكراهات يكون لزاما على معشر الممرضين الجدد خاصة ممن أعلنوها جازمة، وأيقنوا بأن التغيير لن يكتب له الوجود إلا إذا تخلصوا من مكر التفنن في الأراء والنقاشات، وقرروا الخروج لمواجهة الواقع بكل تحدياته وصعابه، فالأمل موقوف التنفيذ ما دامت الجماعة خائفة عاجزة، رغم ذلك فأنت الجماعــة ولو كنت وحدك ...،
لا أحد ينكر الإرادة القوية والرغبة الراسخة التي يتمتع بها الممرض حاليا، إذ لا يجب التنقيص منها ولا التعقيب عليها، لا أحد ينكر أن هذا الجيل صنع في فترة وجيزة جدا ما يجعله يستحق فعلا تلك الكلمة المقدسة والجليلة "جيل التغيير"، لا أحد يستطيع أن ينكر ما حققته التنسيقية الوطنية للممرضين، نذكر على سبيل المثال موقع ممرض التواصلي بكل مقوماته وخدماته، تأسيس العديد من الجمعيات في مختلف المدن، التحضير لتأسيس هيأة وطنية للممرضين ....،
كل هذه الحقائق والمتغيرات لا يجب أن تؤخد من منظور الإيجاب طالما أن الحديث لا زال قيد المنتديات وطالما أن الموقف هو نتيجة فرضتها تبعيات قانون المباراة، قد أكون متفائلا بعض الشيء بما حققته الجمعيات وإن كنت غير مقتنعا، وقد يكون تشائمي يراه العقل منطقيا في ظل المعيقات التي تترصد الرغبات، وفي ظل الأوهام التي تفرضها لغة المنتديات، فالأصل والمنهج يفرض على الممرض أن يكون له مبدأ وعقلية التجديد، وأن لا يتماشى مع المبادئ المصطنعة التي قد لا تفيده في شيء وتجعل الضرر يلاحقه في أشياء وأشياء كثيرة ...،

» كلنا ممرضون... يد واحدة مطلب واحد