Admin Admin
الجنس : عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 12/09/2009 الموقع : المغرب
| موضوع: التمريض في العصر الاسلامي الأربعاء سبتمبر 16, 2009 6:29 am | |
|
*التمريض في العصر الاسلامي* كان الطب من العلوم التى اهتم بها العرب وقد كانوا من استخدم التخدير كوسيلة لتخفيف آلم المريض، وقد أطلقوا عليه اسم "المرقد" كما كانوا أول من استخدم الكاويات فى الجراحة، ويذكر التاريخ أن الأطباء العرب أول من كتب فى الجذام وخصصوا له أماكن بالمستشفيات من منذ القرن السابع الميلادي. وكانت المرأة العربية فى صدر الإسلام لها فضل كبير فى ميدان الإسعاف والتمريض فقد لعبت بعض نساء العرب أدوار سجلها مؤخرا الطب العرب منذ فجر الإسلام فقد تطوعت بعض الصحابيات المؤمنات فى غزوات الرسول بقصد خدمة المجاهدين والعناية بمرضاهم ومداواة جرحاهم رغبه فى ثواب الجهاد عند الله بجانب واجبهن الأصلي كربات بيوت يقمن بتربية أطفالهن ورعاية أزواجهن، قد سماهن العرب "الآسيات أو الأواسى" ومعناها المشاركة الوجدانية، وكن يصاحبن المجاهدين ويحملن أوانى المياه وما يحتاج إليه الجريح من أربطة وجبائر وغير ذلك من أدوات الإسعاف المعروفة وقتئذ ليسعفن الجرحى ويضمن جروحهم ويجبرن كسورهم أثناء المعارك وبعهدها وفى العصور المزدهرة للحضارة الإسلامية نقلت من الحضارات المصرية القديمة واليونانية والسريانية والهندية علوم كثيرة منها الطب وتعلمت المرأة العربية الكثير من أصول هذه العلوم ومارست الخدمات الطبية على أسس علمية سليمة. وكان النظام المتبع فى توزيع الممرضات المتطوعات فى غزوات الرسول على أحسن ما يكون من النظم الإدارية المتبعة فى وقتنا هذا حيث كان يتم توزيع المتطوعات فى الغزوات فى مؤخرة التشكيلات يحمين بعض الأفراد من المجاهدين المختارين لحماية ظهر المسلمين، ومع ذلك فإذا استطاع أحد أو بعض جنود الأعداء التسلل إلى مقربه من مراكز المتطوعات كانت المتطوعة تقوم بالدفاع عن نفسها ولو بأعمدة الخيام. وكانت كل قبيلة تشترك فى غزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم تجتمع متطوعات منها فى مجموعة هذا الارتباط القبلي عاملا هاما لتيسير تعرف المجاهدين للمتطوعات وتعرف المتطوعات على المجاهدين وفى ذلك أمن وآمان وتأمين للمجموعات وتسهيل للخدمات الطبية عموما فى حروب سلاحها السيف يتقابل فيها المتحاربون رجالا وفرسانا. وكان النظام المتبع قبل اشتراك النساء فى الحروب كمتطوعات للتمريض أن يأذن لهن الرسول صلى الله عليه وسلم ولابد من هذا الإذن لتكون القيادة على علم المتطوعات فتجيز ذوات الأهلية وتختار لهن المكان المناسب وتقدم لهن ما يلائم من الحماية والتموين، وكان يقود كل مجموعة من المتطوعات إحدى أمهات المؤمنيين من هذا نجد أن الجهاز التنظيمي للخدمة الطبية كان يقوم على أسس إدارية سليمة تشابه النظام المتبع وقتنا هذا فى الحرب والسلم. وكانت الممارسة الفعلية لأعمال الطبيب والتمريض تؤدى على أسس علمية سليمة فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين أصيب سعد بن معاذ بسهم فى ذراعه أدى الى نزيف أن قام الرسول صلى الله عليه وسلم بكى مكان النزيف بنصل سهم محمى على النار ومعروف أن الكي وسيلة لإيقاف النزيف وروى أن رقية الأنصارية حينما جرح سعد بن معاذ نتيجة إنغراس سهم فى صدره أقرت ألا تسحب السهم المستقر فى صدره حتى لا يستمر النزيف بل تركته ليكون سدا يمنع المزيد من النزيف وكانت تستعمل بعض المواد الكيماوية فى إيقاف النزيف. وفيما يلى بيان لبعض الصحابيات اللاتي اشتركن فى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ودور كل منهن: •أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها :خرجت مع أم سليم فى غزوة أحد مع الرسول وفى غزوات أخري، وقامت بتمريض الرسول حين اشتد به المرض. •أم أيمن (حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم): هاجرت الهجرتين، وشهدت غزوة أحد وكانت تسقى الجرحى وتداويهم وقد استشهد زوجها فى إحدى المعارك. •أم سليم (والدة أنس ابن مالك): شاركت فى غزوات أحد وخيبر وحنين وكانت ترافق السيدة عائشة رضي الله عنها فى غزوة أحد وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين وتداويان الجرحى. •روفيدة الأنصارية، وكعيبه الأنصارية "قيل فى بعض الكتب أنهما أختان، وفى بعض الأخرى أنها شخص واحد لها اسمان": بايعتا الرسول بعد الهجرة واشتركتا فى الخندق وخيبر وكانت روفيدة أوكعيبه أول سيدة تعمل فى نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات فى وقتنا هذا حيث اتخذت خيمة فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فى يثرب (المدينة المنورة) مكانا يأوي إليه والمرضى وكونت فريقا من الممرضات المتطوعات قسمتهن الى مجموعات لرعاية المرضى نهارا وليلا ولم يكن عمل روفيدة مقتصرا فى الحروب فقط بل عملت أيضا فى وقت السلم تعاون وتواسى كل محتاج. •أم سلمة رضى الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم: هاجرت الهجرتين واشتركت غزوات الحديبية وخيبر وحنين وكانت تسقى الماء وتداوى الجرحى. •أميمة بنت قيس الغفارية: أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وفى غزوة خبير مع مجموعة أم سلمة تداوى الجرحى وتعين المسلمين. •أم زياد الأشجعية: شاركت فى غزوتى خيبر وحنين وكانت تسقى وتداوى الجرحى وتناول السهام للمحاربين. •أم حبيبه الأنصارية "نسيبه بنت الحارث": قيل أنها اشتركت مع الرسول صلى الها عليه وسلم فى سبع غزوات منها خيبر، وكانت تداوى الجرحى وتعد الطعام وتقوم على رعاية المرضى. وبدلنا التاريخ على أن نشاط المرأة العربية المسلمة أستمر إلى ما بعد انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية فقد شهدت بغداد وقرطبه والأندلس نشاطا كبيرا من النساء اللاتي عملهن فى التطبيب وممارسته. ففى أوائل الدولة الأموية كانت زينب "طبيبه بنى أود" من الماهرات فى صناعة حالة ومداواة آلام العين والجروح وكانت تمرض النساء والرجال على السواء. وكانت أخت الحقيد ابن زهر الأندلس وابنتها لهما دراية واسعة فى مداواة أمراض النساء كما كانت أم الحسن بنت القاضى أحمد الطنجالى من أهل الأندلس ملمة بعلوم كثيرة أبرزها الطب وقد درست حتى فهمت أسبابه وأعراضه. وساهمت النساء فى مساعدة الطبيب فى عملة فقد جاء أن الزهراوى كان يقف خلف ستار خفيف ويعطى إرشاداته المناسبه للقابلات فى الحالات العسرة. يتبن لنا من هذا الاستعراض السريع لتاريخ التمريض فى العصر الإسلامى ما يلى: •قيام المرأة الأجنبية بتمريض ومعالجة الأجنبي فى حالات الضرورة. •جواز تطوع الأنثى لخدمة الجيش وتمريض عناصره وجوب استئذان القيادة العليا للالتحاق بالخدمة بالجيش. •جعل عملا لمتطوعات فى مجموعات تقودها إحداهن. •توزيع الممرضات حسب كفاءتهن وخبرتهن على الأعمال المناسبة منهن. •اختيار الممرضات ذوات السيرة الحسنة، فقد كانت المتطوعات فى غزوات الرسول الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين ونساء وامهات الصحابه. وبعد الفتحات الإسلامية خارج الجزيرة العربية أنشئت فى الإمبراطورية الإسلامية مدارس دينية بالمساجد تحولت إلى جامعات وأول مركز طبي كان فى القرن التاسع عشر، والمراكز المهمة الأخرى كانت مصر والبصرة والكوفة وكل هذه الجامعات كانت تشمل المعامل والمكتبات، ووصل تأثير الثقافة العربية إلى أسبانيا وباريس وأكسفورد وشمال إيطاليا واستمر العرب روادا فى العلوم لمدة ستة أجيال أو أكثر لخدمة المجاهدين وإخلاء أرض المعركة من المصابين. | |
|